جزيرة جيكيل.. مقصد أثرياء العالم جنوب شرق الولايات المتحدة الأميركية
جزيرة الحوت قديما أو جيكيل حديثا تستقطب المولعين بالتاريخ والترفيه والرياضات. وموقعها الجغرافي في المحيط الأطلسي جعلها ذات قيمة سياحية وتراثية، ما لفت نظر الأثرياء وأصحاب المال فولّوا وجوههم قبلتها للاستمتاع بجمالها وبناءاتها ومطاعمها التي توفر أنواعا عديدة من الأطباق والأطعمة التي تتجاوز انتماءها إلى ولاية جورجيا الأميركية لتنفتح على حضارات الأطلسي وتقاليدها في عالم الطبخ.
جزيرة جيكيل هي إحدى الجزر التاريخية، وتقع في المحيط الأطلنطي جنوب شرق الولايات المتحدة الأميركية قبالة ولاية جورجيا، ولا يربطها باليابسة سوى جسر طوله عشرة كيلومترات.
ويعود التاريخ الحقيقي لجزيرة جيكيل إلى القرن السادس عشر الميلادي حينما قصدها العديد من الصيادين الإسبان، وأطلقوا عليها حينذاك جزيرة الحوت، وتوالت عليها الزيارات الأوروبية خاصة البعثات الإنكليزية لأغراض اقتصادية، وظلت تعرف بجزيرة الحوت إلى عام 1734 حينما أطلق عليها مؤسس ولاية جورجيا وعضو البرلمان البريطاني الجنرال جيمس إدوارد الاسم الحالي تكريماً لصديقه جوزيف جيكيل، وأصبحت الجزيرة مع بداية القرن العشرين محط أنظار أثرياء العالم ونقطة التقائهم، فأتوا على متن سفنهم في الشتاء للاستمتاع بالجزيرة وممارسة الصيد والتنس والبولينغ وسط أشجار السنديان والطبيعة الساحرة التي تتمتع بها.
وبعد انضمام الجزيرة لولاية جورجيا جرى التفكير في بناء فندق لتوفير إقامة فاخرة للسياح الذين بدأوا يتوافدون عليها من الولايات المتحدة الأميركية وخارجها، واستقر التفكير على ضم عدة مبان تاريخية بُنيت خلال فترات متباعدة، وبذلك تشكّل فندق جيكيل الذي يتألف من 157 ما بين غرف وأجنحة، تتوزع جميعها على خمسة مبان، يعبِّر كل مبنى عن حقبة تاريخية معينة، وهي كالآتي:
•المبنى الرئيسي: “كلوب هاوس″ انتهي بناؤه سنة 1888 بعد ثمانية عشر شهراً من العمل، صممه المهندس ألكسندر تشارلز بطريقة تعبّر عن الفن السائد حينذاك، حيث الأبراج القصيرة ذات القطر الكبير، وتلعب الأخشاب دوراً بارزاً في المبنى، كما يتميز بارتفاع السقف عن الأرض بدرجة ملحوظة، مع كثرة المواقد والنوافذ.
•المبنى الثاني: “إنيكس″ تم بناؤه سنة 1901 بغرض توفير ثمانية منازل لأعضاء نادي جزيرة جيكيل الذين يقيمون فيها بصفة مستمرة، وكل عضو منهم كان يُعطى عدداً من البطاقات لدعوة أصدقائه لزيارة الجزيرة مجاناً والإقامة في المبنى لمدة لا تزيد عن أسبوعين.
•المبنى الثالث: “سان سوسي” بُني سنة 1896، ويتكون من ثلاثة طوابق، ولا يعرف الغرض من بنائه لكنه على ما يبدو كان مقراً لاجتماعات أعضاء النادي، ويتميز بكثرة اللوحات الفنية المرسومة على الزجاج وبسلالمه الحلزونية، ويحتوي على 24 غرفة بالإضافة إلى غرفتي اجتماعات.
مطعم "غراند ديننغ روم" مكان التقاء الخبرات الذواقة، وهو مكان مبني على الطراز الفيكتوري الذي يتميز بالأعمدة الكثيرة واستخدام الخشب الأبيض في البناء
•المبنى الرابع: “كران كوتاج” بُني سنة 1917 خلال الحرب العالمية الأولى، ويتميز بتصميم إيطالي كلاسيكي، يتكون من 13 غرفة وجناحا، وحديقة واسعة ومطاعم وساحة كبيرة لحفلات الزواج تتسع لأكثر من 350 شخصاً، كما يوجد أمامه نافورة وأماكن للجلوس.
•المبنى الأخير: “شيرزكي” ويتميز بديكوراته الراقية، وتم بناؤه عام 1904 وبه عشر غرف وصالة بلياردو.
ولم يتجاهل القائمون على الفندق توفير عدد من المطاعم الراقية والتي تتناسب مع مكانة زوار الجزيرة القدامى فقد كانوا من نخبة المجتمع، فهناك مطعم “غراند ديننغ روم” مكان التقاء الخبرات الذواقة، وهو مكان مبني على الطراز الفيكتوري الذي يتميز بالأعمدة الكثيرة واستخدام الخشب الأبيض في البناء، مع المواقد المحاطة بالرخام التي تعمل بالحطب، ويحتوي على نوافذ كبيرة يطل منها السياح على الزهور والأشجار مع منظر المحيط من بعيد مما يكوّن مشهداً بديعاً، ويقدّم الأطباق البحرية والأطباق التي يتميز بها جنوب أميركا.
وهناك مطعم آخر على شكل كوخ ريفي يدعى “ألفريسكو” وهو موجود بالمبنى الرابع، ويقدم أذواقاً عديدة مثل أطباق البحر المتوسط بالإضافة إلى نكهات الجزء الغربي الأميركي مثل ولاية كاليفورنيا، كما يقدم مطعم “سولتيرا” الوجبات الخفيفة والمعجنات والفواكه النادرة، حيث يقصد السياح هذا المكان صباحاً أمام النافورة لتناول الإفطار.
ولا تقتصر المتعة في جزيرة جيكيل على الإقامة بالفندق أو الاستمتاع بزيارته فقط؛ بل تحتوي على عشرات الأنشطة التي تجذب السائح لممارستها، غالبيتها بحرية والآخر يعتمد بالأساس على موقع الجزيرة وتاريخها، من هذه الأنشطة رحلات صيد الأسماك، حيث يتم تنظيم رحلات الصيد على متن قوارب تتسع لستة أشخاص، ما على السائح سوى الذهاب حاملا نظارته الشمسية فقط وسيجد هناك جميع الأدوات اللازمة لذلك، وفي نهاية الرحلة يأخذ السائح ما اصطاده وغالباً ما يكون سمك السلمون المرقط وبعض الأسماك الملونة والحمراء التي يتميز بها شاطئ ولاية جورجيا.
كما توفر الجزيرة رحلات إلى جزيرة “كمبرلاند” لمشاهدة ما تحويه من محميات طبيعية ومواقع أثرية، بالإضافة إلى رحلات مع الدولفين والتي ينظمها مركز خاص بالقرب من الفندق، وزيارات إلى مركز السلاحف الواقع خلف الفندق، وهو مركز سياحي وتعليمي يضم العشرات من أنواع السلاحف المختلفة.
المصدر: منتدى المسافر العربى - من قسم: المسافر العربى فى امريكا
http://ift.tt/1rZP3Nu
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
منتدى المسافر العربى
http://www.almosaafer.com/vb