السيرة النبوية
- دار الأرقم
كان من الحكمة تلقاء هذه الاضطهادات أن يمنع الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين من إعلان إسلامهم قولا أو فعلا
وكانوا يجتمعون فى الشعاب فيصلون سرا فرآهم نفر من الكفار فسبوهم فضرب سعد بن أبى وقاص رجلا فسال دمه وكان أول دم اهريق فى الاسلام
وكان دار الارقم بن أبى الأرقم على الصفا بمعزل عن أعين الكفار فاتخذوها مركزا للدعوة ولاجتماع المسلمين وذلك فى السنة 5 من النبوة
سبب اختيار رسول الله لدار الأرقم:
1- أن الأرقم لم يكن معروفًا بإسلامه، فما كان يخطر ببال قريش أن يتم لقاء محمد وأصحابه بداره.
2 - أن الأرقم بن أبي الأرقم من بني مخزوم، وقبيلة بني مخزوم هي التي تحمل لواء التنافس والحرب ضد بني هاشم، فلو كان الأرقم معروفًا بإسلامه فلا يخطر في البال أن يكون اللقاء في داره، لأن هذا يعني أنه يتم في قلب صفوف العدو
3 - كان الأرقم فتىً عند إسلامه، فلقد كان في حدود السادسة عشرة من عمره، ويوم أن تفكر قريش في البحث عن مركز التجمع الإسلامي، فلن يخطر في بالها أن تبحث في بيوت الفتيان الصغار من أصحاب رسول الله ، بل يتجه نظرها وبحثها إلى بيوت كبار أصحابه، أو بيته هو نفسه.
الهجرة الاولى الى الحبشة:
وأمام التعذيب والاضطهاد وعدم مقدرة المسلمين على حماية أنفسهم أشار عليهم الرسول صلى الله وعليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة قائلا لهم"لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم مخرجاً مما أنتم فيه "فخرج المسلمون إليها مخافة الفتنة وفراراً إلى الله بدينهم فكانت أول هجرة في الإسلام
فى رجب سنة 5 من النبوة هاجر اول فوج من الصحابة الى الحبشة
وكانوا 12رجلا و4 نسوة وكان رئيسهم عثمان بن عفان ومعه زوجته السيدة رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم
وكان رحيل هؤلاء فى ظلمة الليل حيث خرجوا الى البحر
وفى شوال من نفس السنة بلغ مهاجرى الحبشة ان قريشا اسلمت
فرجعوا الى مكة ولما اكتشفوا حقيقة الامر رجع منهم من رجع الى الحبشة ومنهم من دخل مكة فى جوار رجل من قريش
وعندما اشتد اذى الكفار امرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالرجوع الى الحبشة حيث حسن الجوار من النجاشى
وفى هذه المرة هاجر83رجلا8ا او 19 امراة
مكيد ة قريش بمهاجرى الحبشة:
اختار كفار قريش رجلين لبيبين
وهما<عمرو بن العاص وعبد الله بن ابى ربيعة> وارسلوا معهم هدايا
للنجاشى واتفقا مع البطارقة ان يشيروا على النجاشى بطرد اولئك المسلمون
ولكن النجاشى راى ان لابد من تمحيص القضية فارسل الى
المسلمين ليستمع لهم فقال له جعفر بن ابى طالب ان هذا الدين يحث على مكارم الاخلاق وينهى عن الفواحش ويامر بالصلاة والزكاة والصيام
فقال عمرو بن العاص للنجاشى انهم يعيبون فى المسيح فلما سالهم النجاشى قالوا انه عبد الله ورسوله فايدهم النجاشى واعطاهم الامان
وبذلك اخفقت حيلة المشركين وفشلت مكيدتهم
والحديث القادم باذن الله
قريش يهددون ابا طالب
و صلى الله عليه وسلم
السيرة النبوية
8-- قريش يهددون ابا طالب
قالوا له انا استهيناك من ابن اخيك فلم تنهه عنا وانا والله لا نصبر على هذا من شتم ابائنا وتسفيه احلامنا وعيب الهتنا حتى يهلك احد الفريقين
فبعث الى رسول الله وقال ان قومك جاءونى فقالو لى كذا وكذا
فقال ياعم والله لو وضعو ا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على ان اترك هذا الامر حتى يظهره الله او اهلك فيه ما تركته
فقال له اذهب يا ابن اخى فقل ما احببت فوالله لا اسلمك لشىء ابدا
قريش بين يدى ابى طالب مرة اخرى:
عندما علمت قريش بان ابا طالب قد ابى خذلان الرسول صلى الله عليه وسلم
فذهبوا الى ابى طالب بعمارة بن الوليد بن المغيرة وطلبوا ان ياخذه بدل
ابن اخيه فقال لهم : <لبئس ماتسوموننى أتعطونى ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم
ابنى تقتلونه>
وذكرت المصادر التارخية أن تلك الوفادتين كانتا فى أواسط السنة6 من النبوة
فكرة الطغاة فى اعدام النبى صلى الله عليه وسلم:
بعد فشل قريش فى الوفادتين أخذت فى
الزيادة من التنكيل بالمسلمين وأخذ اكابر مجرمى قريش فى ايذاء الرسول صلى
الله عليه وسلم ومنهم :عتبة بن أبى لهب \ عقبة بن أبى معيط\ أبو جهل
فمنها أن عتيبة بن أبي لهب أتى يومًا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنا أكفر بـ {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم:1] وبالذي {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [النجم:8] ثم تسلط عليه بالأذى، وشق قميصه، وتفل في وجهه صلى الله عليه وسلم، إلا أن البزاق لم يقع عليه، وحينئذ دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك)، وقد استجيب دعاؤه صلى الله عليه وسلم، فقد خرج عتيبة إثر ذلك في نفر من قريش، فلما نزلوا بالزرقاء من الشام طاف بهم الأسد تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول: يا ويل أخي هو والله آكلى كما دعا محمد علىّ، قتلنى وهو بمكة، وأنا بالشام، ثم جعلوه بينهم، وناموا من حوله، ولكن جاء الأسد وتخطاهم إليه، فضغم رأسه.
ومنها: ما ذكر أن عقبة بن أبي مُعَيْط وطئ على رقبته الشريفة وهو ساجد حتى كادت عيناه تبرزان.
ولم تزل فكرة الاعدام تنضج فى قلوب طغاة قريش
وقد كان ذلك السبب فى تقوية الاسلام ببطلين جليلين من ابطال مكه وهما
حمزة رضى الله عنه و عمر بن الخطاب رضى الله عنه
- دار الأرقم
كان من الحكمة تلقاء هذه الاضطهادات أن يمنع الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين من إعلان إسلامهم قولا أو فعلا
وكانوا يجتمعون فى الشعاب فيصلون سرا فرآهم نفر من الكفار فسبوهم فضرب سعد بن أبى وقاص رجلا فسال دمه وكان أول دم اهريق فى الاسلام
وكان دار الارقم بن أبى الأرقم على الصفا بمعزل عن أعين الكفار فاتخذوها مركزا للدعوة ولاجتماع المسلمين وذلك فى السنة 5 من النبوة
سبب اختيار رسول الله لدار الأرقم:
1- أن الأرقم لم يكن معروفًا بإسلامه، فما كان يخطر ببال قريش أن يتم لقاء محمد وأصحابه بداره.
2 - أن الأرقم بن أبي الأرقم من بني مخزوم، وقبيلة بني مخزوم هي التي تحمل لواء التنافس والحرب ضد بني هاشم، فلو كان الأرقم معروفًا بإسلامه فلا يخطر في البال أن يكون اللقاء في داره، لأن هذا يعني أنه يتم في قلب صفوف العدو
3 - كان الأرقم فتىً عند إسلامه، فلقد كان في حدود السادسة عشرة من عمره، ويوم أن تفكر قريش في البحث عن مركز التجمع الإسلامي، فلن يخطر في بالها أن تبحث في بيوت الفتيان الصغار من أصحاب رسول الله ، بل يتجه نظرها وبحثها إلى بيوت كبار أصحابه، أو بيته هو نفسه.
الهجرة الاولى الى الحبشة:
وأمام التعذيب والاضطهاد وعدم مقدرة المسلمين على حماية أنفسهم أشار عليهم الرسول صلى الله وعليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة قائلا لهم"لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم مخرجاً مما أنتم فيه "فخرج المسلمون إليها مخافة الفتنة وفراراً إلى الله بدينهم فكانت أول هجرة في الإسلام
فى رجب سنة 5 من النبوة هاجر اول فوج من الصحابة الى الحبشة
وكانوا 12رجلا و4 نسوة وكان رئيسهم عثمان بن عفان ومعه زوجته السيدة رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم
وكان رحيل هؤلاء فى ظلمة الليل حيث خرجوا الى البحر
وفى شوال من نفس السنة بلغ مهاجرى الحبشة ان قريشا اسلمت
فرجعوا الى مكة ولما اكتشفوا حقيقة الامر رجع منهم من رجع الى الحبشة ومنهم من دخل مكة فى جوار رجل من قريش
وعندما اشتد اذى الكفار امرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالرجوع الى الحبشة حيث حسن الجوار من النجاشى
وفى هذه المرة هاجر83رجلا8ا او 19 امراة
مكيد ة قريش بمهاجرى الحبشة:
اختار كفار قريش رجلين لبيبين
وهما<عمرو بن العاص وعبد الله بن ابى ربيعة> وارسلوا معهم هدايا
للنجاشى واتفقا مع البطارقة ان يشيروا على النجاشى بطرد اولئك المسلمون
ولكن النجاشى راى ان لابد من تمحيص القضية فارسل الى
المسلمين ليستمع لهم فقال له جعفر بن ابى طالب ان هذا الدين يحث على مكارم الاخلاق وينهى عن الفواحش ويامر بالصلاة والزكاة والصيام
فقال عمرو بن العاص للنجاشى انهم يعيبون فى المسيح فلما سالهم النجاشى قالوا انه عبد الله ورسوله فايدهم النجاشى واعطاهم الامان
وبذلك اخفقت حيلة المشركين وفشلت مكيدتهم
والحديث القادم باذن الله
قريش يهددون ابا طالب
و صلى الله عليه وسلم
السيرة النبوية
8-- قريش يهددون ابا طالب
قالوا له انا استهيناك من ابن اخيك فلم تنهه عنا وانا والله لا نصبر على هذا من شتم ابائنا وتسفيه احلامنا وعيب الهتنا حتى يهلك احد الفريقين
فبعث الى رسول الله وقال ان قومك جاءونى فقالو لى كذا وكذا
فقال ياعم والله لو وضعو ا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على ان اترك هذا الامر حتى يظهره الله او اهلك فيه ما تركته
فقال له اذهب يا ابن اخى فقل ما احببت فوالله لا اسلمك لشىء ابدا
قريش بين يدى ابى طالب مرة اخرى:
عندما علمت قريش بان ابا طالب قد ابى خذلان الرسول صلى الله عليه وسلم
فذهبوا الى ابى طالب بعمارة بن الوليد بن المغيرة وطلبوا ان ياخذه بدل
ابن اخيه فقال لهم : <لبئس ماتسوموننى أتعطونى ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم
ابنى تقتلونه>
وذكرت المصادر التارخية أن تلك الوفادتين كانتا فى أواسط السنة6 من النبوة
فكرة الطغاة فى اعدام النبى صلى الله عليه وسلم:
بعد فشل قريش فى الوفادتين أخذت فى
الزيادة من التنكيل بالمسلمين وأخذ اكابر مجرمى قريش فى ايذاء الرسول صلى
الله عليه وسلم ومنهم :عتبة بن أبى لهب \ عقبة بن أبى معيط\ أبو جهل
فمنها أن عتيبة بن أبي لهب أتى يومًا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنا أكفر بـ {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم:1] وبالذي {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [النجم:8] ثم تسلط عليه بالأذى، وشق قميصه، وتفل في وجهه صلى الله عليه وسلم، إلا أن البزاق لم يقع عليه، وحينئذ دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (اللهم سلط عليه كلبًا من كلابك)، وقد استجيب دعاؤه صلى الله عليه وسلم، فقد خرج عتيبة إثر ذلك في نفر من قريش، فلما نزلوا بالزرقاء من الشام طاف بهم الأسد تلك الليلة، فجعل عتيبة يقول: يا ويل أخي هو والله آكلى كما دعا محمد علىّ، قتلنى وهو بمكة، وأنا بالشام، ثم جعلوه بينهم، وناموا من حوله، ولكن جاء الأسد وتخطاهم إليه، فضغم رأسه.
ومنها: ما ذكر أن عقبة بن أبي مُعَيْط وطئ على رقبته الشريفة وهو ساجد حتى كادت عيناه تبرزان.
ولم تزل فكرة الاعدام تنضج فى قلوب طغاة قريش
وقد كان ذلك السبب فى تقوية الاسلام ببطلين جليلين من ابطال مكه وهما
حمزة رضى الله عنه و عمر بن الخطاب رضى الله عنه
المصدر: منتدى المسافر العربى - من قسم: المنتدى الاسلامى
http://ift.tt/WDQJ2U
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
منتدى المسافر العربى
http://www.almosaafer.com/vb