طرابزون مدينة عرفها العرب بطبيعتها الخلابة وهوائها المنعش وغاباتها الجميلة، وارتبط اسمها عند الأتراك باسم سمك الأنشوفة الذي يشتهر أهلها بصيده، و عرفها المؤرخون بتاريخها العريق.
تقع مدينة طرابزون (ترابزون) في شمال شرق تركيا؛ أي في شرق منطقة البحر الأسود بين ساحل البحر الأسود و بين جبال زينغانا، وعدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة، و تعتبر ثاني أكبر مدن منطقة البحر الأسود وأكثرها تطوراً.
مدينة طرابزون التركية ليلاً
أما عن تسمية المدينة، فحسب الأساطير اليونانية اشُتق اسم طرابزون من اسم بطل من أبطال الخرافات اليونانية، لكن لا يوجد دليل واضح يثبت من أين جاء اسم المدينة. ويقول بعض المؤرخين أن اسم المدينة مشتق من كلمة ترابزيوس، وتعني بلغة أهل الأناضول القديمة أربع زوايا، ويقصد هنا بالزوايا الأربع شكل زوايا قلعة المدينة التي تقع على سطح مستوي بين الوديان العميقة.
وأتى أول ذكر للمدينة في التاريخ ضمن كتابات الحثيين القديمة، وحسب كتابات المؤرخ الروماني يوسابيوس القيصري نشأت مدينة طرابزون في سنة 756 قبل الميلاد، وتضم المدينة كثي رمن الآثار القديمة التي تثبت روايات يوسابيوس.
بعد خسارة ميثريداتس الحرب ضد الامبراطورية الرومانية، دخل الروم إلى الأناضول ومن ثم إلى طرابزون. وفتح الخليفة العثماني محمد الثاني، الشهير بمحمد الفاتح فاتح إسطنبول، مدينة طرابزون. ومن ذلك اليوم دخل الإسلام إليها بعدما كانت مركز من مراكز القوة المسيحية في الشرق، ولقد سكن الأتراك في مدينة طرابزون في القرنين الثالث عشر والرابع عشر.
يوجد في مدينة طرابزون 12 نهر أهمها نهر القلعة، نهر السيرا، نهر فلودره، نهر يان بولو ونهر سورمينا. كما تحتضن 4 بحيرات أشهراها بحيرة “أوزونجول”، والتي تجذب أعداد كبيرة من السياح خصوصاً العرب. وتكونت نتيجة حمل نهر هالاديزان للحجارة، مما أدى إلى إغلاق الوادي وتحوله إلى بحيرة بفعل الزمن. ويعيش على أطرافها سمك السلمون المرقط. وهناك أيضاً بحيرة جاكير وبحيرة سيرا. ويناسب جو المدينة السياحة في فصل الصيف؛ فمتوسط درجة الحرارة يتراوح بين 10 و20 درجة مئوية، وفي فصل الشتاء تصل في أبرد الأوقلت لحوالي 5 درجات مئوية.
دير سوميلا في على قمة كارا
تشتهر طرابزون بعدة أماكن يقصدها السياح أهمها دير سوميلا في قرية ألتينديرا على قمة كارا (ميلا باليونانية)، وهو دير يوناني أورثوذكسي قديم اسمه بالتركية (سوميلا مناصتري) (بانجييا سوميلا) أو (ثيوتوكس سوميلا)، ويُعتقد أنه بُني بين 365-395، ولا يُعرف على وجه الدقة متى تم تحويل الكنيسة إلى دير فتارخه يمتد لأكثر من ألف عام.
وتتردد أسطورة بين السكان أن الراهبين برنابا وسوفرينوس رأوا في منامهم السيدة مريم تحمل المسيح عيسى عليه السلام بين يديها مع المبشرين الاثني عشر عشر (تلاميذ عيسى عليه السلام)، وتؤشر بأيقونة نحو موقع الكنسية فذهب الراهبان بدون اتفاق إلى مدينة طرابزون، والتقيا هناك واخبرا بعضهما بالرؤيا التي رأوها ووضعا أساس الكنيسة، إلا أن امبراطور طرابزون أليكسيوس كومنينوس الثالث منح الكنيسة اهتماماً كبيراً لذلك يعتقد بعض المؤرخين أنه من بناها.
ويوجد في طرابزون متحف آيا صوفيا، وهو يتفق في الاسم فقط مع آيا صوفيا في إسطنبول، وكذلك عدة كنائس منها كنائس هاجائيوس الحجرية، وهاغيا أننا وهاغيا ثيدروس وكنيسة قسسطنطين وكنيسة سانتا ماريا. والسبب في انتشار الكنائس في طرابزون أنها كانت مركز للملكة اللاتينية أيام الحروب الصليبية. أما عن المساجد؛ فيوجد جامع الفاتح، وجامع السمرجيلار، وجامع إسكندر باشا، وجامع غولبار خاتون.
تشتهر مدينة طرابزون بخبزها. ويتميز بحجمه الكبير وشكله شبه الكروي. وكذلك تميزها معجنات الجبنة، وسمك الأنشوفة ذو الحجم الصغير، ويطهو الطرابزيون من هذا السمك كل شئ من الشوربات إلى السمك المقلي والمحشي. ويصاد هذا السمك من البحر الأسود في الشتاء، و بعد الصيد يرقص الصيادون رقصة الهورون المشهورة عنهم. (شاهد فيديو لرقصة الهورون)
أما عن الموسيقى والرقصات الشعبية في المدينة فيستخدم السكان آلة الكافال، وهي آلة موسيقية تشبه الناي مصنوعة من القصب، والزرنة وهي من الآلات الشعبية في العراق و سوريا، كما يستخدم الكمان. وتشتهر طرابزون برقصة الهورون. كما أن للمدينة فريق كرة قدم يُصنف ضمن أقوى أربع فرق تركية، ويلعب في دوري أبطال أوروبا
المصدر: منتدى المسافر العربى - من قسم: المسافر العربى تركيا
http://ift.tt/1iMSLB4
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
منتدى المسافر العربى
http://www.almosaafer.com/vb