حب النبي محمد لامته
حب النبي محمد لامته
قد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم تفاهة الدنيا، وهوانها على الله عز وجل حين قال: "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء".
والله تعالى يقول عنها:
{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور}... [الحديد : 20].
ومن العجيب أنه رغم هذه التحذيرات من الله عز وجل ونبيه صلى الله عليه وآله وسلم، لا يزال هناك من يتنافس في الدنيا ويعادي الناس ويسعى لأذاهم من أجل أن يُحَّصِل أمر دنيوي، أو يفوز بشئ من متاع الدنيا ولو على حساب دينه أو أخلاقه.
فإذا أصبح هذا الأمر عادة استقرت في قلب الإنسان فإنها تحمله على فعل كل ما هو قبيح أو منكر، أو تنافس غير شريف قد يورد الإنسان المهالك، وهذا الذي كان يخشاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أمته حين قال: "فواللهِ ما الفقرَ أخشى عليكُم ولكنّي أخشى أن تُبْسَطَ الدنيا عليكم كما بُسِطَتْ على مَنْ كانَ قبلَكُم فتَنَافَسُوها كما تَنَافَسُوها فتُهلِكَكُم كما أهلكَتْهُم".. متفق عليه.
وكان آخر خطبة خطبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر حذر فيها من زهرة الدنيا ففي الصحيحين عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: "إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها فتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم" قال قال عقبة: فكان آخر ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر.
لكن يجب أن أشير هنا إلى انه ليس من المستقبح أن يتنافس الإنسان إذا أحب شيئًا مشروعًا من متاع الدنيا، ولكن العيب أن ينحرف في هذا الحب، فيحمله على ما حرم الله من حسد وبغضاء ومنع واجب أو أخذ حرام، أو اعتداء على آخرين، والذي قد يجرد الإنسان من إيمانه..
فعن الزُّبير بن العوَّام رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: "دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبَغْضَاء، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشِّعر، ولكن تحلق الدِّين، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أفلا أُنبِّئكم بما يثبِّت ذلك لكم؟ أفشوا السَّلام بينكم".
الله جل جلاله ينبهنا إلى أن هناك مجالا للتنافس المشروع لا يدركه الكثيرو، مع أنه يجلب الخير لصاحبه في الدنيا والآخرة.. ألا وهو فعل الخيرات.. فالتنافس في هذا المجال أكبر وأرجي بكثير من التنافس في المجالات الأخري، لأنه لا يقتصر علي الدنيا وإنما هو تنافس من أجل الآخرة .. يقول تعالى: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}... [المطففين : 22-26].
ومن هذه المجالات إخراج الصدقات، حيث يقول المولي جل وعلا: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}... [المؤمنون 60 ـ 61].
المصدر: منتدى المسافر العربى - من قسم: المنتدى الاسلامى
http://ift.tt/1j0zz8G
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
منتدى المسافر العربى
http://www.almosaafer.com/vb